الجمعة، 21 مايو 2010

قتلوه

في احدى ايام الشتاء البارد وفي وقتال الظهيرة كانت غرفتي غرفة طبيب الطوارئ مليئة بالحالات الباردة والمتمارضين والهوات والتي كانت تعيقني من الوصول الى الحالات الطارئة التي تحتاج وصولي لها بالوقت المناسب وفي الاجواء الهادئة التي تساعدني على التفكير العلمي السليم.
كنت في هذه المستشفى النائية التي تعتمد على بشكل كببير كوني احد الاطباء القادمين من العاصمة هذا ما حملني مسؤلية بعض الاطباء الاقدمين الذين كانو يعتمدون علي لثقتهم بمهاراتي الطبية.
سمعت في تلك الظهيرة صوت احدهم وهو يقول(دكتور اكو حالة طارئة)
نهضت من خلف المكتب وكنت مستاءا لوضعية المرضى الذين كانو يملؤون الغرفة والذين يعرفون انفسهم بانهم يعانون من التهاب اللوزتين ويعرفون العلاج ويريدونني كتابته فقط.
ركضت مسرعا الى الرهة ووجدت احد اختصاصي الجراحة واخر من الاطفال وهم واقفون بجنت احدهم والذي تبين انه متوفي فيما بعد
سالتهم عن حال هذا الشخص فقالو لي انه راجع عيادة احدهم وكان يعاني من مغص حاد وقد استلم حقنة خاصة بالمغص المعوي وبعد خروجه من العيادة سقط امامها واسرعوا به الى المستشفى
اجرينا الاسعافات الاولية لانعاش القلب والرئة والتي كانت متاخرة جدا هذا ما انتهى به الى تأكيد وفاته
يبدو فيما بعد انه كان مصابا باحتشاء العضلة القلبية(الجلطةالقلبية) ولكن اعراضه كانت غير مثالية وهي حالة نادر لكنها تحصل هذا ما يجعل تشخيصها صعبا على اي طبيب غير صافي الذهن.
ان هؤلاء المرضى المحتشدين على يوميا لا يعرفون مدى الضرر الذي يحدثونه والذين يمنعون خبرة الطبيب من الوصول الى مرضى الحالات الطارئة والذين يحتاجونها بوقت معين
انهم مرضى اعتادو على زيارة المستشفى القريبة على مكان سكناهم حتة اننا نفتقد احدهم في حالة عدم مجيئه حتى اننا قلنا لاحدهم بعد غيابه لثلاث ايام(يمعود وين جنت ضل بالنة عليك)
كنا نسخر منهة لكنه كان يعتقد باننا نطمان عليه وحسب.
لاحظت في الفترة الاخيرة ان هؤلاء الزوار يقعون بامراض حقيقية من كثرة هوسهم بهذه الامراض لان الذي يخاف من شئ يحدث.
احد الرجال كان ياتي يوميا ويقيس ضغطه وكان طبيعيا وعند سؤاله كان يتعذر بانه يخاف من الجلطة القلبية وبعد استمراره على هذه العادة الذميمة اصيب بارتفاع الضغ فعلا
كنا نتبادل هذه الاخبار دوما مع الزملاء بمرح لكني كنت اتالم من هذا الواقع الطبي المرير
استمرت هذه حالتي حتى انني لم اعد استمتع بمهنتي وبدات انتضر الساعات في الواجب كي تمر حتة اعود مسرعا للراحة
ارجومنكم جميعا ان تقراو هذه القصة المتواضعة وتتجنبو وتجنبون من تعرفون من الوقوع بمثل هذه الكارثة.
أخوكم اسد بابل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق