منذ طفولتي كنت لا استطيع تحمل بعض المشاهد في البرامج التعليمية الطبية في التلفاز ولا ازال اتذكر قناة حورس الطبية والتي كانت تعرض عمليات جراحية باكملها.
كنت ادير وجهي او اغمض عيني قسرا لاني لم اكن استطيع رؤيتها حتى اني اشعر بقوة خفية تجبرني على اغماض عيناي حتى انني كنت اعيش مع نفسي تحديا لمشاهدة هذه المناظر.
يوما بعد يوم وبعد دخولي الى قاعة التشريح تخلصت من هذه الحالة دون ان اشعر واصبحت على تقبل تام مع هذه المشاهد وبعد دخول الجانب العملي الى دراستي بدأت ادخل الى صالة العمليات وكمت متقبلا تماما لمنظر الدم حتى لو انني كنت افضل الجراحات الدقيقة مثل جراحة الانف والاذن والحنجرة وجراحة العيون والتي لاتصادف كميات كبيرة من النزف.
في شهر اذار بدأ المرجعون الى المستشفى بالتزايد ذلك أن الجو لم يعد باردا وبأمكان المراجعين المجئ في ساعات متأخرة من الليل.
كانت ليلة البارحة مليئة بالحالات الطارئية حتى انني شعرت بالارهاق ولم اتمكن من النوم الا لوقت قصير جدا
في حدود الساعة الثانية ليلا جيئ باحدى المريضات المسنات والتي تعاني من عجز القلب والذي ادى الى تجمع كميات كبيرة من السوائل في الرئتين.
كان هذا سببا كافيا لعدم تركي لها لان حالتها كانت حرجة.
وبينما كانت حالتها شبه مستقرة حتة نوديت لحالة حرق والذي كان بنسبة 50%.
كان صوت الشخص المحروق عاليا جدا من شدة الالم.
جائت طفلة تبلغ من العمر عشرة سنوات برفقة ابويها وكانت هذه الطفلة قد خرجت من المستشفى قبل خمس ايام بعد خضوعها لعملية رفع اللوزتين.
قالت والدتها والتي كانت خائفة بان ابنتها تقيأت كمية كبيرة من الدم وقد اكدت عليهة ان كانت متأكدة من ان القئ كان دما لان لو كان كلامها صحيح فها يعني انها مشكلة كبيرة.
حاولت فحصها بواسطة خافضة اللسان الضوء البسيط فوجدت اثار نزف من جرح العملية.
تمكنت من جلب قطع الثلج وطلبت من المريضة من تكسير هذه القطع بفمها ومحاولة بلعها وهو جزء من الاسعافات الاولية وحضرت فتائل الادرنالين اجتهادا مني كمحاولة لايقاف النزف وهذا الاجراء يستخدم للرعاف ايضا وكذلكطلبت منها رفع رأسا ومنعتا من الضطجاع لان هذا يساعد على النزف.
اجريت فحوصات اولية لمعرفة فصيلة الدم لاني قد احتاج الى اعطائها الدم اول لتسهيل عملية اعطاء الدم حتى لو نقلت الى مستشفى اخر.
تمكن الممرضون من ايجاد الاوردة الغائرة وتثبيت
في هذه الاثناء تقيئت المريضة كمية اخرى من الدم المتخثر والذي جعلني اشعر بغثيان شديد لم اشعر به منذ زمن بعيد.
لم يكن جراح الانف والاذن والحنجر متواجدا حيث انه كان مجازا ولم اتمكن الاتصال به للمجئ ولم يكن بيدي الا احالتهة بسيارة الاسعاف الى مستشفى المحافظة بعد اعطائهة المغذيات الوريدية للمحافظة على ضغط دمها ضمن الحد الطبيعي.
كنت قلقا على صحة المريضة واطمأن قلبي بعد رؤيتها بعد يومين في المستشفى وكانت بصحة جيدة وقدجاءت للمراجعة الدورية بعد العملية.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليتك تقص علينا المزيد
ردحذفمن زمان لم اكتب شئ
حذفوالا القصص كثيرة